مسافر ..
فإما أعود إشتياقا لعينيكِ ..
أو قبل وصولي إليك ..
تحضني بين طياتها المقابر ..
فأنت تعلمين يا حبيبتي ..
ان في السفر الكثير من المخاطر
واني على تحدِ اليقين لست قادر ..
وان كنت في أيامي ..
الرجل الجريء والمغامر ..
وان حانت عودتي إليك ..
فلتفرحي بعودة الرجل المسافر ..
وترقصي رقصا شرقيا ساخر ..
وتبدين أجمل عروسة
عرفتها قبل أن أسافر ..
وان اغتالني الموت فجأة ..
فقولي وداعا من الدنيا .. أيها المغادر
وداعا يفرح الاحساس..
وتبتهج له المشاعر ..
وعلى كنائس العشق أن تقييم ..
مراسم وداع لرجل قرر يوما أن يسافر ..
وعلى نساء الأرض أن يفرحن ..
لإندثار بركان غاضب ثائر ..
ولتتقاسمن حروفي ورثا ..
لأني أعلم أن حروفي ..
بعد رحيلي ستعلن الطغيان وتكابر ..
وقد تعاند .. وقد تثور ..
وقد تأتي ليلا ..
تزور قبري في ظلمة المقابر ..
فلا من يبكي سواها ..
ولا سواها ينتمي ..
إنتماء القبائل للحروب والمعارك
وأن لم يكن القائد حاضر ..
أعرف هوية حروفي ..
مثلما أعرف الأنا ..
هي حروف أصدق وفاء ..
وأجمل انتماء ..
لعالم رجل كان في حياتكن عابر ..
مسافر ..
وقد أخذت من الحياة قصائد ..
من كل جنس وجنس ..
وكتبتها شيء من التاريخ الغائب الحاضر
هاك جثماني ممزقا ..
ينخره الدود والدم يسيل من المناخر ..
هاك قلمي وقد كُسر أخيرا ..
آآآآآآآآآه من قلما كان لي سرا ..
وكان لي هما .. وألما ساهر ..
كان في حضرت القيصر ملكا ..
ما أقسى اللحظة الأن ..
وقد فارق من الدنيا أحد القياصر ..
أنتزعوه من أناملي عنوة ..
لا تدفنوه معي ..
فالموت ليس يستحقه ..
إنما يستحقه صديقه الشاعر ..
ستبكي .. وتبكي حروفي ..
وتتصلب جمادا كل المشاعر ..
وتنتهي أخيرا ..
رواية رجل كانت تقرائها النساء ..
رواية ليس لنهايتها أخر ..
والآن أنتهت الرواية ..
لرجل قال يوما ..
يا حبيبتي ..
أني عنكِ مسافر !!
مسافر .. فإما أعود لعينيك كطبيعتي
واما الموت ينتظرني هناك وتستعد لدفني المقابر !!